هرفل والمذهب الملكانى
عندما تولى " قسطنطين " الحكم وأصبح أمبرواطورا0 وقد شيد " قسطنطين " على أطلال مدنية " بيزنطة " القديمة مدينة جديدة استمدت أسمها من أسمه وعرفت باسم " القسطنطينية " وأصبحت عاصمة الامبراطورية الرومانية الشرقية ، وكان قسطنطين أول أمبراطور مسيحى للامبراطورية الرومانية وفى ذلك الوقت كانت المسيحية تزداد انتشاراً فى مصر وكان المسيحيون يتعرضون لاضطهاد الحكام الرومان وتعذيبهم ، ولكن مع اعتلاء الامبراطور قسطنطين العرش والاعتراف الرسمى بالمسيحية بدأ اطمئنان المسيحيين إلى أنفسهم وبدأوا يعملون فى حرية ، ولكن هذه الحرية أدت إلى ظهور انقسامات وخلافات فى الرأى مما أدى إلى نشوء خلاف عنيف بين كنيسة الاسكندرية والقصر الامبراطورى فى " القسطنطينية " وكانت هذه المنازعات الدينية سبباً فى ازدياد الكراهية والعداء الشديد بل والمقاومة العنيفة للحكومة الامبراطورية فى " القسطنطينية " وزاد من أسباب كراهية أهالى مصر للحكومة الامبراطورية زيادة الضرائب وفساد الإدارة وظلمها مما أدى إلى فقر داخلى .
وأدت هذه العوامل مجتمعة إلى أزمة اقتصادية وأزمة اجتماعية أدت إلى فساد مالى وإدارى واقتصادى وضرائبى ومنازعات دينية وإلى أثارة الفوضى والنزعات الانفصالية أحيانا .
وفى السنوات الأخيرة من الحكم البيزنطى زاد الخلاف المذهبى واشتد الخلاف فى السنوات الأخيرة من الحكم البيزنطى بين " الأرثوذكس " أنصار المذهب " الخلقدونى " وبين المونوفيزيتيين
وحاول " هرقل " بعد أن أصبح امبراطوراً أن يحتوى هذه الخلافات ولكن المصريين ضاقوا بأساقفته " الملكانيين " رغم محاولته الوصول إلى سبيل التفاهم مع الأقباط المصريين .
وفى السنة الخامسة من حكم هرقل زحف " الفرس " على الامبراطورية واستولوا على " أرمينيا " ثم على " دمشق " و" القدس " وتمكنوا من إسقاط " الاسكندرية " سنة 618 واحتل " الفرس " مصر لمدة عشر سنوات وسط سخط المصريين وعادت مصر إلى الامبرراطورية البيزنطية بعد انتصار " هرقل " على " الفرس " فى معركة " نينوى " فى سنة 627 ووقع معهم معاهدة للصلح بمقتضاها تم جلاء الفرس عن مصر .
واتخذ المصريون موقفاً سلبياً إزاء عودة البيزنطيين لحكم بلادهم وزاد الاضطهاد وزادت كراهية المصريين للحكم الرومانى .
وهنا تظهر على مسرح الأحداث العالمية دولة جديدة فى الشرق وهى الدولة العربية التى حملت ديناً جديداً هو الرسلام ، وبعد أن مدت هذه الدولة سيادتها على الجزيرة العربية بدأت تتطلع إلى خارج الجزيرة فوجدت امبراطوريتين طحنتهما الحروب هما إمبراطورية فارس ( الفرس ) وامبراطورية الروم ( الرومانية أو البيزنطية ) فتمكنت الدولة العربية من الاطاحة بهما وكان دخول مصر فى الدولة العربية على يد عمرو بن العاص سنة 640 ميلادية .
ارجو الرد علي الموضوع